ومين عذبك بتخلصه منى
اكتسب «خميس عكننة» اسمه لأنه عمل فترة كحانوتى العائلات، وكان يزعم أن أول طلعة هى طلعة «رجب»، وكان يفتخر أنهم باعوا المصنع الذى يعمل فيه أبوه وبداخله والده، وأن المستثمر تخلص من المصنع واحتفظ بوالده دون أن يصرف له مرتباً، وعندما لجأ والده إلى المحكمة حصل على «حكم رؤية» يسمح له بأن يرى المرتب دون أن يتسلمه، واختارت المحكمة «مقر الحزب» كمكان محايد لتنفيذ حكم الرؤية فكانت الأسرة تتوجه أول كل شهر إلى مقر الحزب ويحضر المستثمر ومعه «الراتب» وتلتف الأسرة حول المرتب وتحضنه وتقبله وبعد ساعة يأخذه المستثمر وينصرف..
وكان والده يطمئنهم بأن «المرتب» عندما يبلغ سن الرشد سوف يعود إليهم مثل «طابا».. وعندما توفى والده تحول «المرتب» إلى «معاش» وانتقل بالتالى من «مقر الحزب» إلى «وزارة المالية» ولم تعد الأسرة تراه.. فقد أخبره المسؤولون أن «الطمث» ينقطع بعد الخمسين و«الكهرباء» تنقطع بعد العاشرة و«المعاش» ينقطع بعد الوفاة طبقاً للدستور الدائم والساعة المتغيرة..
وعندما توفى والد «خميس» أوصى بأن يشيعوه من أمام المقهى ويومها أقامت مدرسة «خميس» رحلة للتلاميذ بجنيه واحد إلى المقهى لحضور الجنازة وبكى «القهوجى» بحرقة وقال «خميس» لزملائه إنه يبكى بحرقة لحسن معاملة والده لكن «القهوجى» أفهمهما أنه يبكى لأن له فى ذمة المرحوم حساباً كبيراً..
ثم تزوج من «انشراح» بنت «عبده» الحلاق الذى سرق ميكروفون الجامع أيام الزلزال على الصداق المسمى بينهما الذى اعتبرته الشرطة اتفاقاً جنائياً، وراح يبحث عن «شقة للإيجار» لكنه عثر على «مرحاض مجانى» وعندما حصل «خميس» على الزيادة التموينية طلبت منه زوجته أن يكتبها باسمها، ثم انضم «خميس» إلى فريق الكرة ولعب فترة طويلة «حافى» قبل أن ينتقل إلى الظهير الصحراوى ليلعب هناك «مساك»،
وعندما تكاثرت عليه الديون والأتربة تذكر «مقر الحزب» فتوجه إلى هناك وسلم نفسه وبعد أن فحصوه وتأكدوا من وجود «الوحمة» التى تثبت أن الفساد موجود فى العالم كله قبلوه وعينوه فى الشركة القابضة كحارس قضائى تقديره «هو» يأتى فى أول «الجملة» ليرفع وفى أول «القطاعى» لينصب وفى أول الشهر ليقبض وتحول من «خميس عكننة» إلى «خميس أفراح» وعندما طالبه العمال باستلام مرتباتهم المتأخرة أصدر لهم «حكم رؤية».. ومين عذبك بتخلصه منى