انتحار القائد الألمانى «ثعلب الصحراء» روميل
فى الخامس عشر من نوفمبر عام ١٨٩١، ولد إرفين روميل فى بلدة هايدنهايم لأسرة بروتستانتية، وقد التحق بفوج المشاة الرابع والعشرين كضابط فى ١٩١٠، والتقى زوجته لوسى وتزوجا فى ٢٧ أكتوبر ١٩١٦ فى دانزيج فى بولندا، ورزقا بابنهما مانفريد فى ٢٤ ديسمبر ١٩٢٨، حارب روميل فى فرنسا ورومانيا وإيطاليا، وأصيب ثلاث مرات وحصل على وسام الصليب الحديدى من الدرجة الثانية، وقد فضّل أن يبقى كقائد ميدانى فى ساحة المعركة على منصب أركان حرب، وكانت لديه إرادة وحب أن يدّرس يوما ما فى الأكاديمية العسكرية. استخدم خبرته العسكرية ليدّرس أنواعا جديدة من الخطط والتفكير العسكرى التى أصدرها فى كتابه «هجوم المشاة» الذى نشر عام ١٩٣٧م،
وفى عام ١٩٣٨م تمت ترقيته إلى رئيس ضباط فى مدرسة «وينر نيوستادت» بالقرب من فيينا فى عام ١٩٣٨، وهناك التقى بصديقه جوزيف جوبلز وزير الدعاية. الذى كان من المعجبين والمتحمسين لروميل، ومع بداية الحرب العالمية الثانية رقى روميل إلى قائد قوة حراسة هتلر الشخصية، وشارك فى عام ١٩٣٩ فى الغزو النازى لبولندا، وفى عام ١٩٤٠، تولى روميل منصب قائد التشكيل السابع لقوات البانزر، وشارك فى غزو فرنسا وبلجيكا.
كان روميل قائداً للقوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية فى العلمين فى الصحراء الغربية، وكان الزعيم النازى أدولف هتلر قد أجبره على الانتحار فى مثل هذا اليوم ١٤ أكتوبر عام ١٩٤٤م متهما إياه بضلوعه فى محاولة اغتيال هتلر فى مقر قيادته فى بروسيا الشرقية فى ٢٠ يوليو ١٩٤٤ فخُيِّر بين الانتحار مع إقامة جنازة له وتشييع رسمى مهيب أو الذهاب إلى برلين لمثوله أمام المحكمة العسكرية والإعدام فاختار الانتحار،
وقد جاء هذا على خلفية خسارته فى حرب العلمين فى مصر على يد الجنرال الإنجليزى برنارد مونتجمرى قائد الجيش الثامن البريطانى (فئران الصحراء) فى أكتوبر ١٩٤٢، ولم يكن هذا لعدم كفاءته أو لكفاءة خصمه بل لعدم توفر دعم جوى لديه وكذلك نقص فى المحروقات بينما كان خصمه يتمتع بتفوق جوى مطلق ونسبة قواته تعادل ١:٣، وقد اختلقت الدعاية البريطانية أسطورة مونتجمرى لتعزيز معنويات جنودها المهزوزة، وكان مونتجمرى من القادة الحذرين فى استغلال الفرص أما روميل فكان يتمتع بحس تكتيكى واستراتيجى رائع.